حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1589486 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
01/7/2011

المصدر: الدّيار
عدد القرّاءالاجمالي : 3539


مصر وتصحّـر المشروع الأميركي

تشكل الانتفاضلة الشعبية المصرية، بداية ارهاصات تغييرية للواقع العربي المهين والمستباح من الادارة الاميركية وحلفائها الغربيين ووديعتها في المنطقة (اسرائيل)، واذا كان من المبكر توقع نتائج حاسمة للمواجهة القاسية بين الحركة الشعبية والنظام المدعوم من أميركا وحلفائه (المعتدلين) العرب، فإن الأكيد أن النظام لن يبقى كما كان وأن هيكله العام قد تآكل وتفسخ، ومعرض للإنقلاب عليه من أركانه الأساسيين، في لحظة الإرباك والضياع، لقطع الطريق أمام الجماهير الشعبية من حصاد ثورتها، لصالح قوة الخصم وأدواته المتعددة خاصة وأن أميركا وبشراكة اسرائيلية تتولى إدارة المواجهة بشكل دقيق ومربك وانفعالي، لكن بإصرار على عدم التخلي عن الساحة المصرية لما تشكله من رمزية وأداة مادية للإمساك بالعالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط كبوابة للعبور والتغلغل الاسرائيلي.

ولذا فإن سقوط النظام المصري سيفسح المجال لإعادة استنهاض الحركة القومية او الحركة الاسلامية (الأخوان المسلمون) كبديل عن (القاعدة) المصنعة مخابراتيا من اميركا، خاصة وان كلا التيارين القومي (الناصري) أو الإسلامي (الأخوان) لهما امتداداتهما داخل البلاد العربية وفي نفس المذهب (الاسلام السني) بحيث لا يعترضهما اي عائق أمام نموهما او انتشارها بحجة الخلاف المذهبي او التبعية لقوى اجنبية (ايران...).

وتواجه الانتفاضة المصرية العديد من الصعوبات ومنها:

- قوة النظام ودعم حلفائه الأميركيين والاسرائيليين، والشراسة في الدفاع عنه لضمان أمن اسرائيل اولا، والمشروع الاميركي في المنطقة وحماية ما تبقى من المعتدلين العرب او تأخير سقوطهم لتأمين البديل.

- غياب القيادات الرمزية والفاعلة لحركة المعارضة، والاعتماد على المبادرة والعفوية التي تحمل وجها ايجابيا يتمثل بعدم قدرة النظام على حصار واعتقاد قادتها وتحمل وجها سلبيا بالخوف من تعبها وانكفائها عن المتابعة في حال طالت مدة المواجهة مع النظام.

- حساسية الساحة المصرية على المستوى العربي والاسرائيلي والاميركي فهي ساحة خطيرة تغير موازين القوى في المنطقة في حال انتقالها من جهة الى اخرى وتمحو ثلاثة عقود من العمل الاميركي - الاسرائيلي المستمر للسيطرة منذ اتفاقية (كامب دايفيد) واتفاقية وادي عربة) مع الاردن واتفاق 17 أيار الذي أسقطته القوى الوطنية اللبنانية واتفاقيات اوسلو عام 1991 وما أنتجته على مستوى التنازل الطوعي من السلطة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي، واعطائه ما عجز عنه منذ ستين عاما، وتأكيد مشروعية احتلاله ومصادرته للارض، وهذا ما يدفع الإدارة الأميركية والاسرائيلية للقتال بشراسة للاحتفاظ بالساحة المصرية كنقطة ارتكاز للمشروع الاميركي بما يسمى (الشرق الاوسط الجديد) المصادر أميركيا، واي خسارة للنظام المصري تعني ولادة (شرق اوسط جديد) سيكون حتما غير أميركي، بعيداً عن السجال حول هويته القادمة سواء الهوية الاسلامية او العلمانية اوالقومية اوالمتعددة.

- انكفاء النخب وحركات التغيير العربية عن مساندة بعضها البعض وعدم قيام جبهة تحالف ودعم متبادل على الاقل معنويا ورمزيا،اذا انتفت امكانية الدعم المادي والتضامني، وطالما ان الرؤساء والملوك الخائفين على القابهم وعروشهم يتضامنون مع بعضهم البعض فلم لا يتضامن المقهورون والمظلومون مع بعضهم، مما يعطي حافزا معنويا على الاقل للصمود او الانتفاضة للتغيير.

- هشاشة وضعف الاحزاب العربية التي تشبه المومياءات الخشبية والصنمية التي تكتفي بالبيانات الورقية الفاقدة للقوة او التأثير، كذلك فان الاحزاب العربية على اختلاف أيديولوجياتها لم تتحرك ولو بشكل خجول لدعم التحرك المصري او التونسي ولو بالحد الأدنى.

ان سقوط النظام المصري (نظام مبارك) يعني هزيمة المشروع الاميركي ميدانيا بعد اخفاقاته في العراق وافغانستان، وعجزه عن هزيمة وإسقاط نظامي ايران وسوريا وخروجه ضعيفا من الساحة اللبنانية وانكفاء حلفائه ومؤيديه من قوى 14 اذار (المتبقية) ولذا فان هزيمة المشروع الاميركي في الساحة المصرية سيؤدي بشكل واقعي الى انحسار المشروع الاميركي او على الاقل ارباكه وشلله عن القيام بأي مبادرة على مستوى المنطقة، وتراجعه للتكيف مع الأوضاع المستجدة للمشاركة في اعادة تكوين السلطة في تونس ومصر او لبنان، للحفاظ على الحد فمن واجب القوى الوطنية العربية التحرك تضامنيا وبناء منظومة سياسية وثقافية بعيدة عن التقليد الاعمى والتبعية المطلقة للغرب وحصار واسقاط الانظمة الحاكمة ورؤسائها وملوكها واشعارهم الذين يفرون بحقائبه المالية عند اول حركة احتجاج حيث ان الوطن لا يمثل عنده هذه الطبقة الا حقيبة مالية او صكوكا بنكية واجهزة امنية تتصارع لوراثة السلطة وتقاسمها كما يأكل الوثنيون اصنامهم عن الجوع.

ان نجاح الحدث المصري سيؤدي ضمنا الى الإطاحة بأنظمة مشابهة وتغيير سلوك انظمة اخرى لتدارك واستيعاب حركات المعارضة التي استفادت تعبويا من التجريبتين التونسية والمصرية وهذا ما يؤشر الى اننا على اعتاب عصر عربي جديد يشبه الى حد ما عصر الانقلابات التي شهدها العالم العربي في الخمسينات والستينات مع فارق ان الانقلابات كانت عسكريا اما حركات التغيير الحاضرة فهي ثورات شعبية غير واضحة القيادة ( كما في ايران سابا) وغير واضحة الهوية الايدلوجية (يسارية ام اسلامية او قومية) بل ان التحركات الشعبية الاحتجاجية تنطلق من الاوضاع الاقتصادية والمعيشية لتتوسع الى الشعارات السياسية وحرية التعبير ومواجهة الاستعمار المباشر وغير المباشر بالاتفاقيات الخارجية التي تمثل وصاية خارجية على الشعوب عبر انظمتها التابعة والحليفة لأميركا ومنظومتها الاستعمارية.

ان سقوط النظام المصري يعني سقوط اخر الحلفاء الاستراتيجيين للكيان الصهيوني بعد خسارته لإيران بعد الثورة الإسلامية وخسارته لتركيا بعد صعود حزب العدالة والتنمية الاسلامي واستلامه للحكم وما شكلته مجزرة اسطول الحرية من منعطف مفصلي بالفراق السياسي بين اسرائيل وتركيا وبالتالي فإن اسرائىل على اعتاب عزلة اقليمية قاتلة مع غياب الشركاء الفاعليين والاستراتيجيين في المنطقة حتى لو بقي معها بعض الانظمة العربية فهي انظمة ضعيفة وخائفة ولا تملك مقومات الصمود او الدعم للكيان الاسرائىلي وهذا ما يسهل على قوى المقاوضة والممانعة لتصعيد حراكها السياسي والامني لمقاومة العدو داخل فلسطين وعلى الجبهات العربية او على مستوى ساحات الصراع المخابراتي وعلى قوى المقاومة استغلال الفرصة التاريخية الحاضرة لتدعيم وتعميم مشروعها المقاوم وثقافة الممانعة تحسبا لأي انقضاض اميركي لإستعادة زمام المبادرة او لتحصين الساحات المهددة بالسقوط.

د. نسيب حطيط


مقالات ذات علاقة


مقابلة حول الغارات الاسرائيلية على سوريا نسيب حطيط - #سيتغير_نهج_محور_المقاومة في سوريا وما يجري...


مقابلة حول حرق القرآن نسيب حطيط - هناك #تقصير من الحكومات والشعوب الإسلامية بالدفاع عمن القرآن...


توهين وشيطنة الشيعة بلسان رسمي نسيب حطيط لا يزال مخطط الاستهزاء والهتك بالطائفة الشيعية ..في ظل...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by